بيان مشترك – سيراليون

بيان مشترك

بمناسبة زيارة فخامة

رئيس جمهورية سيراليون السيد جوليوس مادا بيو

إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

استجابة للدعوة التي وجهها فخامة السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، قام فخامة السيد جوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون بزيارة رسمية إلى الجزائر من 02 إلى 4 جانفي 2024.
سمحت هذه الزيارة لرئيسي الدولتين بتبادل وجهات النظر بشأن عدد كبير من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، في إطار روح من التشاور والتعاون والإرادة السياسية المشتركة لتعزيز علاقات الأخوة والتضامن التي تجمع الشعبين الجزائري و السيراليوني.
خلال هذه الزيارة، أجرى فخامة السيد جوليوس مادا بيو جملة من المحادثات مع فخامة السيد عبد المجيد تبون، كما قام بزيارة لمقام الشهيد والمتحف الوطني للمجاهد.
خلال المحادثات التي تم إجراؤها في جو تسوده الثقة والتفاهم المتبادل، اغتنم الرئيسان هذه المناسبة من أجل إعلام بعضهما البعض بالتطورات السياسية في كلا البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالمشاريع الإصلاحية وبرامج التنمية التي شرع فيها كلا الطرفين من أجل الاستجابة للتطلعات الشرعية لشعبيهما.
استعرض الرئيسان وضعية علاقات التعاون بين كلا البلدين الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما بحثا السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها بشكل أكبر لما فيه صالح الشعبين الشقيقين. فضلا عن ذلك، تطرقا إلى المسائل الإفريقية والدولية الراهنة.
فيما يتصل بالوضعية العامة في سيراليون، عرض السيد بيو تطور الوضعية الاجتماعية والسياسية والأمنية في البلاد والذي يتميز بالإرساء التدريجي للأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، لا سيما من خلال تنفيذ خطة التنمية الوطنية على المدى المتوسط ( MTNDP 2019-2023).
أعرب السيد بيو عن بالغ تقديره لمساهمة الجزائر في استعادة السلم وتعزيز المصالحة الوطنية في سيراليون، بالتنسيق مع الرئاسة الطوغولية للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (CEDEAO)، وذلك تبعا للأزمة الداخلية الأليمة التي شهدتها البلاد خلال الفترة من مارس 1991 إلى جانفي 2002.
فيما يتعلق بالمسائل الثنائية، وبعد استعراض وضعية العلاقات الثنائية، أكد رئيسا الدولتين رغبتهما في القيام بكل ما بوسعهما لزيادة تعزيز التعاون بين الجزائر وسيراليون وتنويعه ليرتقي إلى مستوى الإمكانيات والفرص التي يمتلكها كلا البلدين.
على الصعيد الاقتصادي، اتفق رئيسا الدولتين على أهمية تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية وتبادل الخبرات و تنمية القدرات واستغلال الفرص التي يتيحها اقتصادا البلدين في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
في مجال التعاون العسكري والأمني، أعرب الرئيسان عن رغبتهما في تعزيزه من أجل التصدي للتحديات الأمنية المشتركة ومواجهة التهديدات متعددة الأشكال التي تستهدف الأمن الإقليمي.
وجه رئيسا الدولتين تعليمات لوزيريهما المكلفين بالشؤون الخارجية من أجل تحديد أهداف تتعلق بإعادة تفعيل آليات التعاون الثنائي، في أقرب الآجال، لا سيما اللجنة المشتركة والمشاورات السياسية، مع الإعراب عن ارتياحهما لاحتمال توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التعاون الثنائي.
على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي، رحب رئيسا الدولتين بتقارب مواقف وتحلیلات كلا البلدين بشأن المسائل الرئيسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التأكيد على دعمهما لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي.
اتفق الرئيسان على تعزيز الحوار والتنسيق بين كلا البلدين، لا سيما لدى مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، في إطار بلدان A3 (الجزائر وسيراليون والموزمبيق)، من أجل الدفاع عن مصالح إفريقيا ومواقفها المشتركة.
فيما يتعلق بحفظ السلم والاستقرار على المستوى الإقليمي، أشاد الرئيس بيو بفعالية الإجراءات الدبلوماسية التي بادر بها و نفذها الرئيس عبد المجيد تبون لصالح السلم والأمن والاستقرار والتنمية، على المستويين الإقليمي والقاري، كما رحب الرئيس بيو، بشكل خاص، بجهود الرئيس عبد المجيد تبون الرامية إلى البحث عن حلول سياسية إفريقية للأزمات في منطقة الساحل وكذا الرفض التام للتدخلات الأجنبية والخارجة عن القارة، بما في ذلك العسكرية.
أكد رئيسا الدولتين التزامهما بالعمل سويا لترقية السلم والأمن والاستقرار في منطقة الساحل، باعتبار الرئيس بيو أحد ممثلي المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، إلى جانب رئيس جمهورية الطوغو، في إطار مساعيها للتفاوض مع المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر (CNSP).
جدد الرئيسان دعوتهما لانتقال سلمي في البلدان الإفريقية التي تشهد أزمات دستورية. بالإضافة إلى ذلك، قاما بدعوة جميع الأطراف إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات المتضافرة بين الدول الأعضاء في مختلف المنظمات الإقليمية الإفريقية، من أجل تحقيق تقارب في العمل بغية التوصل إلى نتيجة إيجابية وبناءة للعمليات الديمقراطية الجارية في هذه البلدان.
في هذا الصدد، جدد الرئيس عبد المجيد تبون التزامه بالعمل من أجل تحقيق السلم والأمن والحوكمة الرشيدة في إفريقيا خلال عهدته المستقبلية كرئيس دوري لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء التابعة للاتحاد الإفريقي، اعتبارا من فيفري 2024.

بالتطرق للدور المركزي الذي يضطلع به الاتحاد الإفريقي على المستوى القاري، أكد رئيسا الدولتين التزامهما بأهداف الاتحاد الإفريقي وببذل جهودهما من أجل ترقية السلم والأمن والاستقرار والتنمية في القارة على النحو الوارد في أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وجددا دعمهما الكامل لجهود المنظمة القارية في البحث عن حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية.
بالنظر إلى الوضع في القارة، رحب الرئيسان عبد المجيد تبون وجوليوس مادا بيو بالتقدم المحرز فيما يتعلق بتنفيذ منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAf) الرامية إلى دمج الأسواق الإفريقية والمساهمة بشكل فعال في التحول الاقتصادي في إفريقيا.
أعرب الرئيسان عن قلقهما بشأن استمرار بؤر التوتر في بعض مناطق القارة والتي تؤثر بشكل سلبي على عملية التنمية والتكامل الاقتصادي، مع الترحيب بالدور الذي يضطلع به الاتحاد الإفريقي في تسوية النزاعات في إفريقيا.
جدد رئيسا الدولتين إدانتهما الشديدة للإرهاب بجميع أشكاله وتجلياته، واتفقا على بذل المزيد من الجهود في مجالات انتماءهما المشتركة بغية القضاء على هذه الآفة وصلاتها، بما في ذلك الراديكالية والتطرف العنيف والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار بالمخدرات و شبكات الاتجار بالبشر التي ما زالت تقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في البلدان الإفريقية. كما شددا على ضرورة إقامة تعاون وثيق ومنتظم بين البلدان المعنية.
فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية، أكد رئيسا الدولتين على ضرورة استئناف أطراف النزاع للمفاوضات تحت إشراف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم، يفضي إلى تقرير شعب الصحراء الغربية لمصيره، وفقا للوائح ذات الصلة لمجلس الأمن والأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي. كما أكدا دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة لهذا النزاع.
أكد الرئيسان على دعمهما الراسخ لحق الشعب الفلسطيني الثابت في تقرير المصير وفي التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي يقر بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، على أساس حدود 1967 مع القدس كعاصمة لها، في إطار حل الدولتين، أكدا على أن تسوية القضية الفلسطينية تبقى حجر الأساس لتحقيق السلم والأمن الدائمين في الشرق الأوسط.
على الصعيد متعدد الأطراف، أشاد الرئيس تبون بمجهودات الرئيس بيو كرئيس للجنة رؤساء الدول والحكومات العشر للاتحاد الإفريقي حول إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (C10). دعا الرئيسان إلى القيام بإصلاح عميق لمنظمة الأمم المتحدة وجددا التزامهما بإجماع إزولويني و بمشاركة أكثر نشاطاً وأوسع نطاقاً للبلدان الإفريقية في عملية اتخاذ القرار في هذه المنظمة.
رحب رئيسا الدولتين بجودة محادثاتهما والنتائج الايجابية المحققة خلال هذه الزيارة الرسمية، والتي تبرز الإرادة الثابتة والمشتركة لزيادة تعزيز روابط التعاون القائمة بغية تنويعها وتمتينها.
في إطار التزامهما المشترك على تعزيز علاقات الأخوة والتضامن والتعاون بين الجزائر وسيراليون، أعطى الرئيسان تعليماتهما للوزيرين المكلفين بالشؤون الخارجية للاستعداد لفتح سفارة في كل من فريتاون والجزائر العاصمة، في أقرب الآجال الممكنة.
أعرب فخامة السيد جوليوس مادا بيو عن بالغ امتنانه لفخامة السيد عبد المجيد تبون وللحكومة وللشعب الجزائري على الاستقبال الحار والأخوي الذي حظي به وعلى التسهيلات الممتازة المقدمة له وللوفد المرافق له خلال إقامته بالجزائر.
دعا فخامة السيد جوليوس مادا بيو فخامة السيد عبد المجيد تبون إلى القيام، في أقرب الآجال، بزيارة دولة إلى سيراليون في تاريخ يتم الاتفاق عليه معا، عبر القناة الدبلوماسية.

حرر بالجزائر، في 3 جانفي 2024، باللغتين العربية والانجليزية، ولكلا النسختين نفس الحجية القانونية.

عن حكومة الجمهورية عن حكومة جمهورية سيراليون

الجزائرية الديمقراطية الشعبية

أحمد عطاف موسى تيموثي كابا

وزير الشؤون الخارجية والجالية وزير الشؤون الخارجية والتعاون

الوطنية بالخارج الدولي

Let's talk

If you want to get a free consultation without any obligations, fill in the form below and we'll get in touch with you.