For new energy model in Mediterranean

c8314bf13453e2cc785ca8eb61b158d4_M
الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2019
الجزائر – أكد وزير الطاقة، محمد عرقاب اليوم الاثنين بالجزائر أن وضع نموذج طاقوي جديد بمنطقة المتوسط يقوم على تأمين التموين و التنافسية و المنافذ يبقى ضروريا من أجل مواجهة زيادة الطلب على الطاقة.
و خلال كلمة له في افتتاح منتدى الجزائر حول الطاقات، صرح الوزير أن “التحديات الطاقوية، لاسيما زيادة الطلب و الديمومة و الانتاج الطاقوي بالمنطقة الغربية للمتوسط اضافة الى الرهانات الدولية تفرض الانتقال من نموذج يرتكز على الواردات و الصادرات الى نموذج طاقوي اقليمي جديد يقوم على تأمين التموين و التنافسية و المنافذ”.
و اضافة الى هذه التحديات، حسب قوله، فان منطقة المتوسط تتصدى لتحدي ضمان تنمية اقتصادية تستجيب لحاجيات سكان شباب و ذات صلة بأهداف التنمية المستدامة لاسيما استحداث مناصب شغل و مكافحة الفقر و الحصول على الطاقة.
و بخصوص تمويل المشاريع، اشار السيد عرقاب الى مشاركة البنك العالمي في هذا المنتدى من أجل التنسيق في مجال تمويل المشاريع.
و أضاف قائلا ” بالفعل، تبقى مسألة الاستفادة من التمويل تشكل عائقا بالنسبة للكثير من البلدان على غرار بلدان الجنوب”.
و استرسل يقول “يبقى من الضروري ايجاد آليات تسمح لبلدان منطقة المتوسط و للمؤسسات المالية بتسهيل و ترقية تمويل هذه المشاريع”.
و فيما يتعلق بالجزائر، ذكر السيد عرقاب بأن قطاع المحروقات يمثل 2/3 من ميزانية الدولة و 20 بالمئة من الناتج الداخلي الخام للبلد، مؤكدا على الدور الرئيسي الذي يلعبه قطاع المحروقات في الاقتصاد الوطني ” بما أنه يدر تقريبا جميع العائدات بالعملة الصعبة”.
و أردف يقول ” في مجال الطاقات، تزخر الجزائر باحتياطات محروقات تفوق 4 مليار طن مقابل بترول منها 2/3 تمثل الغاز الطبيعي تضاف اليها الموارد غير التقليدية و المتجددة التي تعتبر من بين الأهم في العالم”.
و بخصوص الهياكل القاعدية، تتوفر الجزائر على طاقات تصدير حوالي 90 مليار متر مكعب سنويا عبر أنابيب الغاز العابرة للمتوسط و ووحدات الغاز الطبيعي المميع و النهائيات البترولية الثلاثة و طاقات رسو السفن ذات الحمولة الكبيرة الخاصة بالسوائل و كذلك أسطول هام من السفن الغازية (الغاز الوطني المميع و الغاز البترول المميع) حسب قوله.
و فيما يتعلق بتوليد الكهرباء، صرح السيد عرقاب أن البلد طور قدرة تقارب 20 ميغاوات تضاف اليها أكثر من 13 ميغاوات في آفاق 2030 مع شبكة نقل و توزيع تغطي جميع التراب الوطني و روابط مع المغرب و تونس.
و أضاف ” تبقى أولوياتنا الطاقوية ترتكز على تعزيز عرض المحروقات و التنويع الطاقوي من خلال ادخال الطاقات المتجددة و التحكم في الاستهلاك”.
في نفس السياق، ذكر الوزير بأن سلطات البلاد صادقت على برنامج وطني حول الطاقات المتجددة تم تحقيق حوالي 450 ميغاوات منه خصوصا الطاقة الضوئية مع ترقية هدف التكامل الوطني.
و فيما يخص الهدف الأساسي لهذا المنتدى الأول حول الطاقات بالجزائر العاصمة، أكد السيد عرقاب أنه سيكون فضاءً لتطوير شراكة رابح-رابح بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
واعتبر أن “الفضاء الأورومتوسطي، وبخاصة منطقتنا، هو فضاء هام في مجال انتاج الموارد الطاقوية وعبورها، بتكاملات كبيرة”، مضيفا أن “الجنوب يحظى على موارد طبيعية معتبرة بينما دول الضفة الشمالية هم أغنى وبحاجة كبيرة لاستيراد الطاقة”.
وأكد أنه “من الواجب أن تعزز أنابيب الغاز والشبكات الكهربائية المترابطة، العابرة لمنطقة البحر المتوسط، الحالية منها والمستقبلية، التبعية والتضامن بين دول الضفتين”.
كما أضاف عرقاب أنه وفي إطار تجسيد سياسة متوسطية مختلفة من خلال هذا المنتدى، وذلك بالاستفادة من الدروس والتجارب السابقة، سيتم تثمين مشاركة المجتمع المدني والشباب للمساهمة في الوصول إلى مشاريع ملموسة.
وأكد أيضا أن المحاور الثلاثة التي تطرق إليها فيما يخص الطاقات المتجددة والموارد التقليدية والرقمنة بإمكانها تحديد الاشكاليات المرتبطة بالشراكة الطاقوية بين دول الضفتين.
وفيما يتعلق بمسألة الرقمنة، أبرز السيد عرقاب أن تعميمها في قطاع الطاقة يمكن أن يغير في النماذج التقليدية للإنتاج والاستهلاك.
واستطرد يقول “بإمكانيات معتبرة في خلق القيم في كل الحلقة، تعرض الرقمنة فرصة جديدة للتقليل من الهوة الرقمية وتفضيل نشاطات مبتكرة للمؤسسات الناشئة الخالقة للثروة وفرص الشغل”.
من جهة أخرى، رحب الوزير أيضا بتناول النقاشات خلال المنتدى لموضوع “الشبكات الكهربائية المترابطة وتطوير سوق جهوية للكهرباء وادماجها في السوق الأوروبية”، مضيفا أن هذه الشراكة من شأنها أن تشكل اطار مناسب لتفعيل مسار اندماج الأسواق الكهربائية في المنطقة المغاربية، وبينها والاتحاد الأوروبي.
وأكد السيد عرقاب أيضا أن “تعزيز الشبكات الكهربائية المترابطة شمال-جنوب وشرق-غرب سيعزز الجهود الرامية إلى تطوير سوق الكهرباء الجهوية، مضيفا أن هذه الفرصة ستسمح بإعادة بعث أشغال هذه الحلقة الكهربائية المتوسطية”.
أما فيما يخص الموارد التقليدية (أحد مواضيع المنتدى)، ذكر الوزير أن تطوير الحلقة الغازية بين الضفتين، الجنوبية والشمالية، لغرب المتوسط يبقى نموذجا للشراكة الناجحة على عدة مستويات، مضيفا أنه يتوجب على هذه الدول تجديدها من خلال نماذج مبتكرة قادرة على ضمان تنمية شاملة.
وفي مجال الطاقات المتجددة، أكد السيد عرقاب أن الضفتين، الشمالية والجنوبية، تحوزان على امكانات في اقتصاد الطاقة الذي يستوجب مشاريع شراكة وتبادل الخبرات.
وأكد في الأخير أن الشراكة الطاقوية بين الفاعلين في كلا الضفتين تشكل عنصرا أساسيا من عناصر نجاح الانتقال الطاقوي.

Let's talk

If you want to get a free consultation without any obligations, fill in the form below and we'll get in touch with you.